هل من السنة ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح ؟

1332
السائل: هل من السنة ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح ؟

الشيخ: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلم ختم القرآن في التراويح لأنه كما مر معنا صلى بهم ثلاث ليالٍ ، وقد ذهب جمهور العلماء من الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة إلى أنه يندب فعل ذلك ليسمع الناس جميع القرآن . وقد يستدل لهم بأنّ رمضان شهر القرآن ، قال تعالى : ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ سورة البقرة : 185 . فينبغي أن يقرأ القرآن كاملا ولو مرة واحدة في أقل الأحوال في هذا الشهر بتدبر وتمعن ، وقراءته وسماعه في الصلاة أبلغ في التأثير ، وأيضاً ما ثبت عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ))(أخرجه البخاري رقم الحديث (1902) ، ومسلم رقم الحديث (2308) ) .
قال ابن بطال في شرح البخاري (16/277) : (قال عبد الواحد : ونزول جبريل في رمضان للتلاوة دليل عظيم لفضل تلاوة القرآن فيه ، وهذا أصل تلاوة الناس للقرآن في كلّ رمضان ، تأسيًا به صلى الله عليه وسلم ، ومعنى مدارسة جبريل للنبي ، عليه السلام ، فيه ، لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، كما نص الله تعالى).
والله أعلم .
ينظر : الموسوعة الفقهية (27/148) ، وفتح القدير (1/335) ، وبدائع الصنائع (1/289) ، وحاشية الدسوقي (1/315) ، وأسنى المطالب (1/201) ، والمغني (2/606) .