ما هي نصيحتك للمأمومين الذين يؤمنون على دعاء الإمام دون تفكر في دعائه ؟

1327
السائل: ما هي نصيحتك للمأمومين الذين يؤمنون على دعاء الإمام دون تفكر في دعائه ؟

الشيخ: إن مما يلاحظ في تأمين كثير من المأمومين على دعاء الإمام الغفلة الظاهرة فيما يقول الإمام في الدعاء ، فهم يؤمنون فقط حتى لو أخطأ الإمام فدعا عليهم من غير قصد فإنهم يؤمنون ، ومعلوم أن هذا بسبب الغفلة عن الدعاء وانشغال القلب بالدنيا ، نسأل الله تعالى السلامة ، فكيف يستجاب لمثل هذا القلب الساهي اللاهي فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ ))( رواه الترمذي رقم الحديث (3816) . ينظر : السلسلة الصحيحة رقم الحديث (594)) .
قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1/106) : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ . أي : لا يعبأ بسؤال سائل مشغوف القلب بما أهمه من دنياه . قال الإمام الرازي : اجمعوا على أنّ الدعاء مع غفلة القلب لا أثر له ) .
وأيضا مما ينبغي التنبه له أن التأمين يكون في المواضع المناسبة ، فإن من الناس من يؤمن على دعاء الإمام سواء كان دعاءً أو خبراً ، وهذا أيضا بسبب عدم التدبر فيما يقول الإمام في الدعاء ، والذي ينبغي أن يعقل المأموم ما يسمعه ، فيؤمن في موضع التأمين ويسكت في الخبر كقول الإمام : (إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ) ، وغيرها من المواضع التي هي خبر وليست دعاء ، ولا يقل : (حقّ) أو (أشهد) ونحو ذلك ، كلّ ذلك من الأمور المحدثة التي لم ترد عن الصحابة -رضي الله عنهم- حال القنوت في الصلاة ، لم يرد عنهم إلا التأمين ، والأصل في الصلاة السكوت والسكون وعدم الكلام إلا ما جاء الدليل به لأن الكلام مبطل للصلاة كما هو معلوم ، ولم يأت في دعاء القنوت في الصلاة إلا التأمين خلف الإمام فيقتصر عليه ولا تجوز الزيادة عليه .
وفقك الله تعالى جميع المسلمين في التبصر في دينهم . والله أعلم .