الشيخ: قد ورد فيه حديث أَبُي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ – رضي الله عنه- قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلاَنِ ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ ، فَأَتَيَا بِي جَبَلاً وَعْرًا فَقَالاَ ليَ : اصْعَدْ ، فَقُلْتُ : إِنِّي لاَ أُطِيقُهُ ، فَقَالاَ : إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ ، فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا أَنَا بَأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ ؟ قَالُوا : هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ ، ثُمَّ انْطُلِقَ بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٌ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا قَالَ قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ))( رواه ابن خزيمة في صحيحه رقم الحديث (1986) ، وابن حبان في صحيحه رقم الحديث (7491) ، والحاكم في المستدرك رقم الحديث (1568) . وينظر : صحيح الترغيب رقم (1005) ، والسلسلة الصحيحة رقم الحديث (3951) ) . غريب الحديث : بِضَبْعَيَّ أي عضدي . بِعَرَاقِيبِهِمْ العرقوب هو العَصَب الذي فوق مؤخرة قدم الإنسان . َشْدَاقُهُمْ هو جانب الفم . وقوله : ((قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ)) أي : يفطرون قبل وقت الإفطار فهذه عقوبة من يفطر متعمدا قبل دخول وقت الإفطار أنه يعلق بعرقوبه ، منكس الرأس ، أشداقه مشققة تسيل دما ، فكيف بمن لا يصوم أصلا ، نسأل السلامة والعفو والعافية . قال الإمام الذهبي في الكبائر ص (64) : (وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض (أي بلا عذر يبيح ذلك ) أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكون في إسلامه ، ويظنون به الزندقة والانحلال) .