حكم التأمين على الدعاء في المحاضرات
السؤال
السلام عليكم فضيلة الشيخ , جزاك الله خيرا اسأل عن حكم التأمين خلال الدعاء اثناء المحاضرة الدينية وبعد الانتهاء تقوم الاخت بالدعاء .
فهل يجوز ان نؤمن خلفها أم انها بدعه ؟ ولايجوز فعل لك !
وكذلك في حلقات حفظ القرآن ؟ ويكون دعاء من خلال الاخت والبقية تؤمن ؟
الجواب
الحمد لله وحده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى وصحبه وسلم وبعد : الدعاء عبادة فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ (قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ».رواه أبو داود وغيره وهو حديث صحيح ينظر صحيح أبي داود رقم (1479) .فإذا كان كذلك فيشترط فيه شرطان الإخلاص لله تعالى فيه ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن تتبع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرة العطرة وجد أنه لم يكن يلتزم الدعاء بعد كل محاضرة أو خطبة أو موعظة وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .نعم الدعاء أمره عظيم ينبغي للمسلم أن يكثر منه في كل وقت وحين فالدعاء ليس له وقت معين بل هو في كل وقت وأفضله في أوقات ساعة الإجابة المعروفة مثل السجود وليلة القدر وآخر ساعة يوم الجمعة ونحوها فلا بأس أن يحافظ على الدعاء في هذه الساعات لكن لا يصح أن يخصصه بوقت معين دائما ولم يرد تخصيصه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما يفعل بعضهم بعد كل محاضرة أو بعد كل صلاة فريضة مباشر سواء كان جماعة أو أفرادا كل هذا لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم بل كان صلى الله عليه وسلم يستغفر ثلاثا وكان يقول اللهم أنت السلام إلخ فالذي يدعو بعد صلاة الفريضة مباشرة خالف خير الهدي .وهذا ينبي على قاعدة عظيمة ذكرها الشاطبي في الاعتصام وشيخ الإسلام في الاقتضاء قاعدة في التفريق بين البدعة وغيرها ، وهي أن ما وجد سببه وقام مقتضاه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الصحابة ولم يقع منهم فعل لذلك مع عدم المانع من الفعل فإنه بدعة كالأذان للعيدين والاستسقاء ونحو ذلك وكذا الدعاء في هذا المواطن المشار إليها أعني بعد المواعظ والصلوات فالسبب والمقتضى موجود لأن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المواطن ومع ذلك لم يفعل فدل ذلك على أنه لا خير فيه إذ لو كان خيرا لفعله صلى الله عليه وسلم .
وعليه فإن إلتزام الدعاء بعد المحاضرة أو بعد حلقات القرآن لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم بل هو أمر حادث فلا تتابع الأخت التي تدعو على ذلك وتبين لها السنة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهذا يختلف عن الدعاء بعد ختم القرآن فهو ثابت عن أنس وغيره .
والله أعلم .