خروج المذي عند مداعبة الرجل زوجته ؟

1100
السائل: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته فضيلة الشيخ اذا داعب الرجل زوجته ولم يدر هل خرج منه المذي ام لا فماذا عليه؟ لانه حسب علمي ان المذي لا يرى بسهولة و لايحس بخروجه وجزاك الله خيرا

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي حفظك الله تعالى
المذي : وهو ماء لزج رقيق يخرج عند الشهوة ، فإذا تحركت الشهوة بتفكيرٍ أو نظرٍ أو مسٍ خرج المذي ، ولا يعقبه فتور ، ويكون ذلك في الرجل والمرأة ، وهو في النساء أكثر .
اختلف العلماء –رحمه الله تعالى- في نجاسة المذي ، والراجح أن نجس وهو مذهب جمهور العلماء من الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والمشهور من مذهب الحنابلة.
ورجحت هذا المذهب للأدلة الآتية :
الدليل الأول : عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ عَلِيٍّ –رضي الله عنه- قَالَ : (( كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً وَكُنْتُ أَسْتَحْيِى أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِمَكَانِ ابْنَتِهِ ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : « يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ » ))رواه مسلم والبخاري نحوه.
الدليل الثاني : عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ –رضي الله عنه- قَالَ : (( كُنْتُ أَلْقَى مِنَ الْمَذْيِ شِدَّةً وَكُنْتُ أُكْثِرُ مِنْهُ الاِغْتِسَالَ ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : « إِنَّمَا يُجْزِيكَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءُ ». قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ بِمَا يُصِيبُ ثَوْبِي مِنْهُ ؟ قَالَ : « يَكْفِيكَ بِأَنْ تَأْخُذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَتَنْضَحَ بِهَا مِنْ ثَوْبِكَ حَيْثُ تُرَى أَنَّهُ أَصَابَهُ » ))صحيح أبي داود رقم الحديث (195).
وغيرها من الأدلة .
وعليه إذا داعب الرجل زوجته فإنه لا يخلو من حالين :
الحال الأولى : أن يرى المذي على ثوبه أو يشعر ببل في ثوبه فهنا يجب عليه غسله وغسل ذكره وماأصاب الثوب أو البدن منه.
الحال الثانية : داعب زوجته ولكن لم ير بللا ولم يشعر بالبلل على ثوبه أو ذكره فالأصل الطهارة لكن لو شعر بعد المداعبة ببلل ولو قليل فعليه غسله .
أما قولك : إن المذي لا يرى بسهولة ولا يشعر بخروجه غير صحيح لأن المذي إذا وقع على الثوب ظهر فيه بلل كقطرة الماءوإذا سقط على البدن أو خرج يشعر ببلل على رأس الذكر وعلى المكان الذي أصابه ، نعم المذي يجف بسرعة ولهذا عليه أن يغسل ما يغلب على ظنه أنه أصابه المذي ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها . والله أعلم .