السائل: السلام عليك يا شيخ ابراهيم
حكم زكاة الذهب المستعمل؟
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبعد : الذهب المستعمل اختلف العلماء –رحمهم الله تعالى- في وجوب زكاته ، والراجح أنه تجب زكاته ، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة وأصحابه ، وهو قول سعيد ابن المسيب وسعيد بن جبير وعطاء وابن سيرين وجابر بن زيد ومجاهد والزهري وطاووس وميمون بن مهران والضحاك وعلقمة والأسود وعمر بن عبد العزيز والأوزاعي وابن شبرمة ، وهو مذهب وابن المنذر وابن حزم وهو أحد أقوال الإمام الشافعي . تنظر المذاهب : بدائع الصنائع (2/17) ، والمجموع (6/46) ، وبذل المجهود في حل أبي داود (4/8/26) ، والمحلى مسألة رقم (684) ، والموسوعة الفقهية (18/113) . ورجحت هذا المذهب للأدلة الآتية : الدليل الأول : النصوص العامة التي فيها الأمر بزكاة الذهب والفضة منها: ما ثبت عن أَبَي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ لاَ يُؤَدِّى مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِىَ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ». رواه مسلم . فهذا الحديث يشمل حلي الذهب والفضة وغيره ، وهكذا كل دليل فيه الأمر بزكاة الذهب أو الفضة . الدليل الثاني : عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَلْبَسُ أَوْضَاحًا مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَكَنْزٌ هُوَ فَقَالَ « مَا بَلَغَ أَنْ تُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَزُكِّىَ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ». صحيح أبي داود رقم (1564) ، والسلسلة الصحيحة رقم (559) . والحديث نص في محل الخلاف . الدليل الثالث : عن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَأَى فِى يَدِي فَتَخَاتٍ مِنْ وَرِقٍ فَقَالَ « مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ». فَقُلْتُ صَنَعْتُهُنَّ أَتَزَيَّنُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « أَتُؤَدِّينَ زَكَاتَهُنَّ ». قُلْتُ لاَ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ « هُوَ حَسْبُكِ مِنَ النَّارِ ».صحيح أبي داود رقم (1384) .وإرواء الغليل (3/196) . والله تعالى أعلى وأعلم .