السائل: السلام عليكم،،،
نويت أن أزور المسجد النبوي خلال الشهر القادم ، فهل ورد في السنة أو عند السلف الصالح صلاة ركعتين في الروضة؟ وهل ورد أن لها أجر خاص ؟
أفتونا مأجورين
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اعلم بارك الله فيكم أن الصلاة في المسجد النبوي أفضل من ألف صلاة فيما سواه وقد ورد في ذلك أحاديث منها ما ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ : ((صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ)) رواه البخاري ومسلم . وعَنْ جَابِرٍ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : (( صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَصَلاَةٌ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ )) رواه ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة/باب مَا جَاءَ فِى فَضْلِ الصَّلاَةِ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ ﷺ رقم الحديث (1406) ، والإمام أحمد في المسند رقم الحديث (14694) ، وصححه الشيخ الألباني في إرواء الغليل (4/146). وعَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ : ((تَذَاكَرْنَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ : مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ ﷺ ، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى ...)) رواه الحاكم في المستدرك (4/554) رقم الحديث (8553) ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . ووافقه الذهبي . وصححه الشيخ الألباني في تمام المنة ص (294) . وأما فضل الروضة فقد ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : ((مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي))رواه البخاري ومسلم. قال النووي شرح مسلم (9/161) : (قَوْلُهُ ﷺ : ((مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ)) ذَكَرُوا فِي مَعْنَاهُ قَوْلَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ بِعَيْنِهِ يُنْقَلُ إِلَى الْجَنَّةِ . وَالثَّانِي : أَنَّ الْعِبَادَةَ فِيهِ تُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ . انتهى كلامه . وجواب سؤالك هو أنّ هذا الفضل الوارد للروضة هو فضل للمكان ولا يلزم من فضل المكان أن يكون له فضل في العبادة كالصلاة وقراءة القرآن ونحوهما ، ففضل الصلاة الوارد في المسجد النبوي يعم جميع المسجد النبوي ومنه الروضة ، ولا أعلم أنّ هناك عبادة خاصة للروضة الشريفة في السجد النبوي ، أو مزية للطاعة فيها بزيادة أجر أو نحوه ، ومن قال بأن قراءة القرآن أو الصلاة في الروضة أفضل وأعظم أجرا فإنه مطالب بالدليل ، ولا أعلم دليلا يحث فيه النبي ﷺ على قراءة القرآن أو الصلاة في الروضة بعينها ، أما هذا الحديث فهو خبر يجب الإيمان به ولا يلزم منه زيادة الأجر فيها ، فمثلا الحجر الأسود من الجنة قال النبي ﷺ : (( نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ )) رواه الترمذي رقم الحديث (877) ، وابن خزيمة في صحيحه رقم الحديث (2733) . وهو في السلسلة الصحيحة رقم الحديث (2618) ، وصحيح الترغيب والترهيب (2/29) ، وقد ورد فيه أنه يحط الخطايا لمن استلمه قال النبي ﷺ : ((إِنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالرُّكْنِ الأَسْوَدِ يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطًّا )) رواه الإمام أحمد في المسند ، رقم الحديث (5457) ، وابن حبان في صحيحه رقم الحديث (3698) . وهو في صحيح الترغيب والترهيب (2/27) ، فبين النبي ﷺ أنه من الجنة وهذا خبر وبين كيفية العبادة عنده تكون باستلامه وأنه يستقبله استقبالاً ويقول عنده : ( بسم الله والله أكبر ) ، ثم يستلمه بيده ، ويقبله بفمه ، ويسجد عليه أيضاً ، وغير ذلك مما صح عن النبي ﷺ ، ولا يجوز أن يتعبد عنده بغير الثابت عن النبي ﷺ ، ولم يرد حديث في تفضيل أو تخصيص عبادة بعينها في الروضة ، فلا يصح أن يقال بأن الأجر فيها بالعبادة المعينة فيه أجر زائد إلا بدليل ، ومثله قول النبي ﷺ : ((سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ، وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ)) رواه مسلم ، فالخبر بأن هذه البقعة من الجنة لا يلزم منه أن التعبد فيه أكثر أجرا ، فهذا يحتاج إلى دليل . والله أعلم .