السائل: الافرازات المهبليه أو الطبيعية للمراءه اذا خرجة خارج الفرج وايضآ القصه البيضاء ياشيخ هل تنقض الوضوء .هنالك شيوخ قالو لا لكن قلت انهم يقصدون انها اذا لم تخرج خارج الفرج .لان هنالك اخرون قالو ناقضه اذا خرجة خارج الفرج واذا لم تخرج لاتنقض و.الشيوخ الذين قالو لاتنقض لم يحددو اذا كانت داخل أم خارج فقط قالو حكم الافرازات الخاجه من المراءه قالو هى طاهره لانها تخرج من الرحم وقالو لاتنقض الوضوء ؟
الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : المقصود برطوبة فرج المرأة هي البلل الذي تجده المرأة في فرجها ، وهي الإفرازات المهبلية ، وهي غير المذي النجس الذي هو ماء لزج رقيق يخرج عند الشهوة ، فإذا تحركت الشهوة بتفكيرٍ أو نظرٍ أو مسٍ خرج المذي ، ولا يعقبه فتور ، ويكون ذلك في الرجل والمرأة ، وهو في النساء أكثر . فرطوبة فرج المرأة : هي ماء أبيض متردد بين المذي والعرق .ينظر : نهاية المحتاج (1/229) ، والمجموع (2/526) ، والموسوعة الفقهية (22/260) اتفق العلماء –رحمهم الله تعالى- على طهارة رطوبة الفرج الخارجية ينظر : حاشية ابن عابدين (1/166 ، 313) . لأنها بمنزلة رطوبة الأنف والعرق الخارج من البدن . واختلفوا –رحمهم الله تعالى- في طهارة رطوبة فرج المرأة الداخلية ، وهي التي سبق تعريفها ، والراجح أنها طاهرة ، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة ، وقول عند الشافعية ، ورجحه النووي وغيره ، وهو المشهور في مذهب الحنابلة ، رجحه ابن قدامة . ورجحت هذا المذهب للأدلة الآتية : الدليل الأول : الأصل الطهارة ولا يصار إلى النجاسة إلا بدليل صحيح صريح ، ولو كانت رطوبة فرج المرأة نجسة لجاء الأمر من النبي ﷺ لأمته بالتحرز منها ، فلما لم يأت شيء من هذا علمنا أنها طاهرة . الدليل الثاني : القول بنجاسة رطوبة فرج المرأة فيه حرج شديد ، لأن في التحرز منها فيه مشقة كبيرة ، والحرج مرفوع عن هذه الأمة . الدليل الثالث : أن رطوبة فرج المرأة بمنزلة العرق الذي يحصل خارج الفرج ولا فرق ، فكما أن العرق الذي يحصل خارج الفرج طاهر بالاتفاق فكذلك الرطوبة الحاصلة داخل الفرج . الدليل الرابع : أن رطوبة فرج المرأة ليست بولاً أو مذياً أو دم حيض حتى يحكم بنجاستها ، ولو كانت نجسة لجاء الأمر بالوضوء منها كالبول والمذي ، أوجاء الأمر بغسلها قبل الصلاة ، قال تعالى : ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [سورة مريم: ٦٤] ، فعلم أنها طاهرة لسكوت الشارع عنها ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رسول الله ﷺ : ((مَا أَحَلَّ اللهُ فِى كِتَابِهِ فَهُوَ حَلاَلٌ ، وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَافِيَةٌ ، فَاقْبَلُوا مِنَ اللهِ عَافِيَتَهُ ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ نَسِيًّا . ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ : ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ))(رواه الدارقطني (2/137) ، والحاكم (2/375) ، والبيهقي (10/12) . ينظر : السلسلة الصحيحة رقم الحديث (2256) ) . وعليه إذا رحجنا طهارتها فإنها غير ناقضة للوضوء . تنبيه : أصحاب هذا المذهب يرون أن رطوبة فرج المرأة طاهر مطلقاً حتى الرطوبة التي تخرج على الذكر حال الجماع ، وهذا فيه نظر عندي لأن الرطوبة التي تخرج على الذكر من الفرج حال الجماع غالبا ما تكون مذياً ، والمذي نجس كما سبق سواء كان من الرجل أو المرأة ولا فرق ، والمذي إذا خرج من المرأة سواء عند الجماع أو قبله بالتفكر فإنه نجس ، فلا يصح أن يحكم بطهارة هذه الرطوبة التي هي في الحقيقة مذي ، وبحثنا كان في الرطوبة التي هي غير المذي . أما قولك : القصة البيضاء فلا أدري ما سبب اقحامها في رطوبة فرج المرأة فالقصة البيضاء هي ما يكون بعد الحيض فعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ مَوْلاَةِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ : ((كَانَ النِّسَاءُ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ بِالدِّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ يَسْأَلْنَهَا عَنِ الصَّلاَةِ ؟ فَتَقُولُ لَهُنَّ : لاَ تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ . تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الْحَيْضَةِ ))( رواه الإمام مالك في الموطأ (1/59) بإسناد حسن ) اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في معنى القصة البيضاء في هذا الأثر إلى قولين( ) : الأول : أن القصة البيضاء عبارة عن سائل أبيض يخرج عقب الدم في آخر الحيض ، يكون علامة على طهرها ، ولا تطهر بدونه ، وقيل : إنه يشبه الخيط الأبيض . الثاني : أن القصة البيضاء هي أن تخرج القطنة بيضاء ليس فيها شيء من صفرة ولا كدرة ، فيكون ذلك علامة على نقائها وطهرها . ينظر : فتح الباري لابن رجب (1/492) ، وفتح الباري (1/500) ، ولسان العرب (11/193) . والأثر فيه ما يؤيد التفسير الثاني حيث إن النساء كن يبعثن إلى عائشة – رضي الله عنها – بالقطن فيها الصفرة من دم الحيض فكانت تقول لهن : (( لاَ تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ )) أي القطنة بيضاء لا صفرة فيها . والله أعلم . فالمقصود أن القصة البيضاء تكون بعد الحيض بخلاف مبحث رطوبة فرج المرأة . والله اعلم . وللازدياد في مبحث رطوبة فرج المرأة ينظر : ينظر : حاشية ابن عابدين (1/166 ، 313) وحاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (1/64) ، والدر المختار (1/349) ، وروضة الطالبين (1/18) ، شرح مسلم للنووي (3/198) ، والمجموع (2/526) والمبدع (1/255) ، والإنصاف (1/341) ، والكافي (1/87) ، وكشاف القناع (1/195) ، والمغني (1/414) .