السائل: فضيلة الشيخ / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. سوالي بخصوص استعمال العطور ومزيلات العرق القوية للصائم ،، وكذلك استعمال المراهم الجلدية ذات الروايح النفاذة التى تستعل للعضلات لغرض التداوي مع العلم بان هذة الروائح والمراهم اشعر بها في الحلق من شدة اختراقها للجلد ،، وجزاكم الله كل خير .
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يباح للصائم الطيب والادهان ، وهو مذهب الحنفية ، والشافعية ، وغيرهم .ينظر : مراقي الفلاح ص (372) ، والدر المختار (2/113) . روضة الطالبين (2/358) أما الدهانات والمراهم واللصقات العلاجية التي توضع على الجلد : من المعلوم أن في الجلد مسامات يحصل من خلالها امتصاص ما يوضع على الجلد ، ففي داخل الجلد أوعية دموية ، تمتص الشعيرات الدموية ما يوضع على سطح الجلد إلى الدم ، وهو امتصاص بطيء جداً . والراجح أنها كذلك غير مفطرة ، ولا ينبغي أن يكون فيها خلاف ، فإن الإبر والحقن غير المغذية وهي تعطى عن طريق الجلد أو العضل أو الوريد غير مفطرة فهذه من باب أولى . وقد ذهب المجمع الفقهي(مجلة المجمع ع10 ج2 ص (289) ) إلى أن ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد ؛ كالدهونات و المراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية لا تعتبر من المفطرات . ورجحت عدم الفطر للأدلة الآتية : الدليل الأول : الأصل الجواز وعدم الفطر ، والصيام ثبت بيقين فلا يرفع إلا بيقين . الدليل الثاني : إن مما لاشك فيه أن الناس على عهد النبي ﷺ كانوا يحتاجون إلى الادهان في جلودهم وشعورهم ولو كان مفطراً لبينه النبي ﷺ لأنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، ولو ذكر ذلك لعلمه الصحابة –رضي الله عنهم- وبلغوه الأمة كما بلغوا سائر شرعه ، فلما لم ينقل ذلك علمنا أنه على الأصل غير مفطر . الدليل الثالث : الطيب والدهان ونحوهما كالاغتسال بالماء بالبارد ولا فرق ، فإذا كان الاغتسال لا يفطر فكذلك الطيب والدهان . والله أعلم