السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا العزير
ما هي صحة الحديث الذي يقول الوائدة والموءده في النار ؟
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حديث : ((الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِى النَّارِ)) حديث إسناده صحيح . رواه أبو داود في سننه رقم الحديث (4717) . قال : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ» قَالَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا: قَالَ أَبِي فَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، أَنَّ عَامِرًا، حَدَّثَهُ بِذَلِكَ عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه الإمام في المسند رقم الحديث (15923)قال : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ كَانَتْ تَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتَفْعَلُ، وَتَفْعَلُ هَلَكَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا ؟ قَالَ: لَا قَالَ: قُلْنَا: فَإِنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ أُخْتًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا ؟ قَالَ: الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ، إِلَّا أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الْإِسْلَامَ ، فَيَعْفُوَ اللهُ عَنْهَا . وأجاب العلماء -رحمهم الله تعالى- عن إشكال كون المؤودة في النار وهي غير مكلفة ، فمن هذه الأجوبة : أولا : خطاب هذا الخبر ورد في الكفار دون المسلمين يريد بقوله : الوائدة والموؤدة من الكفار في النار . وهذا فيه نظر عندي لأن أبناء الكفار يمتحنون يوم القيام على الراجح من أقوال أهل العلم . ثانياً : الوائدة والموؤدة في النار أل في الوائدة والمؤودة للعهد وليست للاسغراق فهذه واقعة عين في شخص معين أعلم النبي صلى الله عليه وسلم عنهما أنهما في النار . ثالثا : وقيل الوائدة : هي التي وأدت الطفلة وهي فاعلة الوأد فقد كان من ديدنهم أن المرأة إذا أخذها الطلق حفر لها حفرة عميقة فجلست عليها والقابلة تحتها ترقب الولد فإن انفصل ذكرا أمسكته أو أنثى ألقتها في الحفرة وأهالت عليها التراب وكانت الجاهلية تفعله خوف إملاق أو عار . (والموءودة)أراد بها هنا المفعولة لها ذلك وهي أم الطفل . والله أعلم .