جمع صلاة المغرب إلى العشاء بسب العذر ؟

1910
السائل: نحن مجموعة من الطالبات من سلطنة عمان ندرس في مدينة دبي ونأتي في نهاية الأسبوع إلى بلدنا وفي الطريق يدخل علينا وقت المغرب ولكن قائد الباص لايقف لكي نؤدي الصلاة ونضطر لجمعها مع العشاء في بلدنا (البيت) علماً بأننا نَصِلْ وقت أذان العشاء ، فهل يجوز لنا أن نجمع المغرب مع العشاء في هذه الحالة ؟ أو ماذا نفعل ؟

الشيخ: الحمد لله وحده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وبعد :
أولا : فهمت من سؤالكن أنكن طالبات من سلطنة عمان تسافرن من عمان إلى دبي للدراسة ثم نهاية الأسبوع ترجعن ، فإذا كان سفركن من سلطنة عمان إلى دبي وكذلك الرجوع من غير محرم فقد وقعتن في مخالفة السفر من غير محرم ، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ رضي الله عنهما قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول : ((لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ، وَلاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ . فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ : انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ ))( رواه البخاري رقم الحديث (2844) ، ومسلم رقم الحديث (1341) واللفظ له ) .
فإذا كان سفر الحج لا يجوز إلا بمحرم فكيف بما هو دونه .
ثانياً : أما صلاة المغرب إذا كنتن لا تستطعن الصلاة في وقتها بسبب عدم توقف الباص لخوفه من التوقف معكن في الطريق أو لمفاسد أخرى ثم إذا وصلتن إلى البيت فعليكن أن تصلين أولا المغرب ثم العشاء من غير قصر وذلك لوجود العذر وهو الحرج عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ» قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا، لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: «أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ» رواه مسلم .
قال النووي في شرح مسلم (5/219) : (وذهب جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة وهو قول بن سيرين وأشهب من أصحاب مالك وحكاه الخطابي عن القفال والشاشي الكبير من أصحاب الشافعي عن أبي إسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث واختاره بن المنذر ويؤيده ظاهر قول بن عباس أراد أن لا يحرج أمته فلم يعلله بمرض ولا غيره والله أعلم )