السائل: هل السنة في الحجر الأسود التقبيل أو السجود عليه أو غيرهما ؟
الشيخ: السنة في الحجر الأسود أن يستقبله استقبالاً ويقول : ( بسم الله والله أكبر ) ، ثم يستلمه بيده ، ويقبله بفمه ، ويسجد عليه أيضاً ، وهو مذهب الجمهور على تفصيل عندهم. فإن لم يتمكن من تقبيلـه استلمه بيده أو بمحجّن(وهي عصا مَحْنِيَّة الرَّأس ) ثم قبل يده أو المحجّن ، وهو مذهب جمهور العلماء. فإن لم يتمكن من استلامه أشار إليه بيده ولا يُقبِل يده بعد الإشارة. أما دليل التسمية : فقد صح عن ابن عمر- رضي الله عنهما- موقوفاً أنه كان إذا استلم الحجّر قال : (( بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ ))( رواه أبو نعيم في الحلية (1/803) ، قال الحافظ في التلخيص (3/873) : سنده صحيح ، وكذلك صححه الألباني في حجة النبي صلى الله عليه وسلم ص(57)) . أما دليل التكبير : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال : (( طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ ، كُلَّمَا أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ كَانَ عِنْدَهُ وَكَبَّرَ))(رواه البخاري رقم الحديث (1613) ) . كذلك أثر ابن عمر السابق رضي الله عنه – فإن فيه التكبير . أما دليل الاستلام بيده : عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال : (( رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ ، إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الأَسْوَدَ أَوَّلَ مَا يَطُوفُ يَخُبُّ ثَلاَثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ السَّبْعِ ))( رواه البخاري رقم الحديث (1526) ، ومسلم رقم الحديث (1261) ) . أما دليل التقبيل : عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه : (( أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ ، وَلَوْلاَ أَنِّى رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ ))(رواه البخاري رقم الحديث (1520) ، ومسلم رقم الحديث (1270) ) . وأما دليل السجود عليه : فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم وعن عمر وابن عباس- رضي الله عنهم السجود عليه(ينظر : إرواء الغليل رقم (1112) ) ، بل نقل ابن المنذر الإجماع لكثرة القائلين به(الإجماع (69) ) . وأما دليل تقبيل اليد لمن استلمه بيده : عَنْ نَافِعٍ قَالَ : (( رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَبَّلَ يَدَهُ وَقَالَ : مَا تَرَكْتُهُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ ))( رواه مسلم رقم الحديث (1268) ) . أما دليل تقبيل المحجّن الذي استلم به الحجّر : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : (( رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، وَيَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ مَعَهُ ، وَيُقَبِّلُ الْمِحْجَنَ))(رواه مسلم رقم الحديث (1275) . ينظر : إرواء الغليل (4/312و313) ) . ودليل الإشارة لمن لم يتمكن من استلامه : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال : (( طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ ، كُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ أَشَارَ إِلَيْهِ ))( رواه البخاري رقم الحديث (1534) .) . ينظر : المغني (5/212) ، والبيان (4/286) ، وكتاب الفقه على المذاهب الأربعة (1/562) ، والموسوعة الفقهية (29/135) .