ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الكفار فاضطروهم إلى أضيقه ؟

1686
السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في حديث مروي عن مسلم قال الرسول صلى الله عليه و سلم:لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام ،فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه.
فما سبب الاضطرار إلى الأضيق؟ أليست هذه معاملة بغير معروف؟ و إذا لاحظ الكافر أنني لا أفسح له بالطريق فقد يقوم بالمثل و يضيق علي و تنتشر العداوة و البغضاء بيننا.
فما سبب الحديث؟
جزاكم الله خيرا.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي -حفظك الله تعالى- ليس معنى الحديث ما تبادر إلى ذهنك وليست هذه معاملة بغير المعروف كما قلت بل هي معاملة بالمعروف لكن فهمك للحديث هو الذي جعلك تتصور هذا ، فالحديث معناه قال الحافظ ابن حجر (11/40): ( قال القرطبي في قوله (وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) معناه لا تتنحوا لهم عن الطريق الضيق إكراما لهم واحتراما ، وعلى هذا فتكون هذه الجملة مناسبة للجملة الأولى في المعنى وليس المعنى إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم لأن ذلك أذى لهم وقد نهينا عن أذاهم بغير سبب) .
فالحديث لا يدعونا إلى التضييق عليهم في الطريق مطلقا ولكن ينهانا عن بدئهم بالسلام وكذلك ينهانا عن تعظيهم وإجلالهم بأن نجعل الطريق لهم لأجل إجلالهم وتعظيمهم فهم لا يعظمون لأنهم كفروا بالواحد الأحد وبالنبي صلى الله عليه وسلم لكن في نفس الوقت لا يجوز ظلمهم وأذاهم بل يجب العدل إليهم واظهار رحمة وعدل وقوة الإسلام كما دلت على ذلك نصوص كثيرة من القرآن والسنة ، فالموادة والمحبة لله ورسوله والمسلمين على قدر إيمانهم وأعمالهم ، والعدل والقسط وعدم الأذى يكون لجميع البشر مسلمهم وكافرهم .
والله أعلم .