حديث : ((كل أمتي معافا …))

1630
السائل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل صحيحٌ أن معنى الحديث
{كل أمتي معافىً إلا المجاهرين ..}
فقد قال معلمُنا في المدرسة بأن هذا يعني أن المجاهر و إن تاب فإثمه مستمر إلى الأبد فهل هذا صحيح

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي ما ذكره المعلم غير صحيح لأن قوله تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)) عام يشمل كل ذنب دون الشرك فلو أن المجاهر بالمعصية تاب توبة نصوحاً وأعلن توبته وبدل تلك المعاصي بالطاعات فإن الله تعالى واسع المغفرة .
وهذا الحديث محمول على أن المجاهر غالباً لا يوفق إلى التوبة لأنه مما لا شك فيه أن المجاهر مستخف بمحارم الله ، فلا شك أن مثل هذا جرمه عظيم ، وإثمه كبير لأن الله تعالى سترة وهو يهتك ستر الله عليه ثم بفعله هذا يدعو إلى فعل المعصية نسأل الله تعالى السلامة بل لو اعتقد حلها مع القطع بتحريمها عند العلماء خرج من دائرة الإسلام لأن الذي يعتقد حل ما حرم الله تعالى كفر بإجماع العلماء كالذي يعتقد حل الزنا والخمر ونحوهما مما هو معلوم تحريمه نسأل الله تعالى العفو والعافية .
وأيضا لو كانت المعصية حقاً للعباد فإنه يجب عليه أن يرجعه إلى أهله لأن من شروط التوبة إعادة الحقوق لأهلها .
والله أعلم .