الشيخ: يندب إحياء ليلة القدر بالصلاة ، وقراءة القرآن ، والذكر ، والدعاء ، والأعمال الصالحة ، وأن يكثر فيها من الدعاء والاستغفار ، فقد اتفق الفقهاء على أنه يستحب إحياء ليلة القدر ، ودليله : الدليل الأول : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))( رواه البخاري رقم الحديث (1802) ، ومسلم رقم الحديث (1268)) . الدليل الثاني : عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ، وَجَدَّ ، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ ))(رواه البخاري في فضل ليلة القدر /باب الْعَمَلِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ رقم الحديث (1920) ، ومسلم في الاعتكاف /باب الاِجْتِهَادِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ رقم الحديث (2844) واللفظ له ) . قال ابن بطال في شرح البخاري (4/159) : (إنما فعل ذلك عليه السلام ؛ لأنه أخبر أن ليلة القدر في العشر الأواخر ، فَسَنَّ لأمته الأخذ بالأحوط في طلبها في العشر كله لئلا تفوت ، إذ يمكن أن يكون الشهر ناقصًا وأن يكون كاملا ، فمن أحيا ليال العشر كلّها لم يفته منها شفع ولا وتر ، ولو أعلم الله عباده أن في ليالي السنة كلّها مثل هذه الليلة لوجب عليهم أن يحيوا الليالي كلّها في طلبها ، فذلك يسير في جنب طلب غفرانه ، والنجاة من عذابه ، فرفق تعالى بعباده وجعل هذه الليلة الشريفة موجودة في عشر ليال ؛ ليدركها أهل الضعف وأهل الفتور في العمل ، مَنًّا من الله ورحمة) . والله أعلم . ينظر : مراقي الفلاح ص (218) ، وفتح الباري (4/255-270) ، ودليل الفالحين (3/646) ، والمجموع (6/446) ، والموسوعة الفقهية (35/362) .