الشيخ: يسنّ دعاء القنوت بعد الفراغ من القراءة وقبل الركوع ، وكذلك بعد الركوع قبل السجود ، قال الإمام النووي في المجموع (3/520) : (في مذاهبهم في محل الوتر : قد ذكرنا أن الصحيح في مذهبنا أنه بعد رفع الرأس من الركوع ، وحكاه ابن المنذر عن أبى بكر الصديق ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وسعيد بن جبير -رضي الله عنهم- قال : به أقول . وحكى القنوت قبل الركوع عن عمر وعلي -رضي الله عنهما- أيضا وعن ابن مسعود ، وأبي موسي الأشعري ، والبراء بن عازب ، وابن عمر ، وابن عباس ، وأنس ، وعمر بن عبد العزيز ، وعبيدة السلماني ، وحميد الطويل ، وعبد الرحمن بن أبى ليلي ، وأصحاب الرأي ، واسحق ، وحكى عن أيوب السختياني وأحمد بن حنبل أنهما جائزان) .انتهى . أما دليله قبل الركوع : الدليل الأول : عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ –رضي الله عنه- : ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوتِرُ فَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ ))(رواه ابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها /بَاب مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ رقم الحديث (1172) ، والنسائي رقم الحديث (1710) . وصححه الشيخ الألباني في أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (3/968)) . الدليل الثاني : عَن عَلْقَمَةَ : ((أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، وَأَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانُوا يَقْنُتُونَ فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرُّكُوعِ ))(رواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/302) رقم (6983) . إسناده صحيح . قال الشيخ الألباني في الإرواء (2/166) : (وهذا سند جيد ، وهو على شرط مسلم) ) . أما بعد الركوع فلما ثبت عن الأئمة في عهد عمر رضي الله عنه ، فعن عبد الرحمن بن عبد القاريّ قال : ((وكانوا يلعنون الكفرة في النصف : اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ثم يكبر ويهوى ساجداً ))( رواه ابن خزيمة في صحيحه (2/155) برقم (1100) ، وقال الألباني : إسناده صحيح . وينظر قيام رمضان الألباني ص (31) ، وإرواء الغليل (2/177) ) . والله أعلم . ينظر : المجموع (3/520) ، وروضة الطالبين (1/330) ، والمغني (2/581) .