السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة فضيلة الشيخ هل من السنة السلام على المصلين عند دخول المسجد ؟ وهل يشترط رد السلام من جميع المصلين او اذا رد احد المصلين فيجزىء ذلك ؟ وعدم الردهل يأثم صاحبة؟
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله للمسجد ما يأتي : أولا : دخوله إلى المسجد بالرجل اليمنى وذلك لما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه أنه كان يقول : ((من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى و إذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى )) أخرجه الحاكم في المستدرك وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي . وهو في السلسلة الصحيحة رقم (2478) . قال الحافظ في الفتح : (1/523) : ( والصحيح أن قول الصحابي من السنة كذا محمول على الرفع) . وعموم حديث عائشة -رضي الله عنها- يؤيد الدخول باليمين عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ)) رواه البخاري ومسلم . ثانياً : أن يقول الدعاء الآتي : عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ )) . صحيح ابن ماجه رقم (625) . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنهما-عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ : ((أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)) . صحيح أبي داود (2/364) . هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دخول المسجد ولم يثبت فيما أعلم أنه إذا دخل المسجد سلم على الحاضرين بصوت مرتفع وإنما يفعل ذلك الخطيب إذا صعد على المنبر يوم الجمعة . نعم قد يستفاد جواز بل استحباب السلام للداخل إلى المسجد من حديث ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ : (( دخل رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ مسجد قباء ـ وهو مسجد بني عمرو بن عوف ـ يصلي فيه فدخلت عليه رجال من الأنصار فسلموا عليه وهو في الصلاة فسالت صهيبا ـ وكان داخلا معه ـ كيف كان النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ يصنع إذا سلم عليه ؟ قال : كان يشير بيده )) رواه أبو يعلى في مسنده رقم الحديث (5643) بإسناد صحيح . فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليهم السلام فدل ذلك على جوازه . ومن قوله تعالى : (( إِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)) . لكن لا ينبغي رفع الصوت حتى لا يشوش على المصلين والذاكرين . وأما قولك :وهل يشترط رد السلام من جميع المصلين او اذا رد احد المصلين فيجزىء ذلك ؟ وعدم الردهل يأثم صاحبة؟ لا يشترط ذلك لأن الصحيح الراجح أن رد السلام فرض كفاية وهو مذهب الجمهور فلو رد واحد أجزأ لحديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( يجزىء عن الجماعة إذا مرت أن يسلم أحدهم ويجزىء عن القعود أن يرد أحدهم )) . حسنه الشيخ الألباني في الإرواء رقم (778) . والله أعلم .