السائل: قال فى فتح البارى انما تفيد الحصر بالمنطوق وضعا حقيقيا
فما معنى هذه العبارة
الشيخ: الحمد لله وحده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله : اختلف العلماء –رحمهم الله تعالى في (إنما) هل هي تفيد الحصر أو لا ؟ ذهب جمهور العلماء إلى أنها تفيد الحصر . واختلف القائلون بأنها تفيد الحصر هل هو بالمنطوق أو بالمفهوم ؟ فهي تفيد الحصر بالمنطوق عند أبي الخطاب ، وابن المني ، والموفق ، والفخر ، وبعض الحنفية ، والشافعية منهم القاضي أبو حامد المروذي . وأما عندالقاضي ، وابن عقيل ، والحلواني ، والغزالي والرازي والأكثر تفيده فهما . ومعنى ذلك وهو محل سؤالك (إنما) إذا قلنا تفيده بالمنطوق يعني أنها وضعت للإثبات والنفي معا أي لإثبات المذكور ونفي ما عداه فأفاد هذا أنها أفادت الحصر بنطقها ، وهذا معنى قول الحافظ –رحمه الله تعالى- : (تفيد الحصر بالمنطوق وضعا حقيقيا ) أي أنها وضعت (إنما) وضعاً حقيقياً لإفادة الحصر بمجر وجودها والنطق بها . وهذا محل خلاف بين العلماء . قال ابن قدامة : (فإن لفظة إنما موضوعة للحصر والإثبات تثبت المذكور وتنفي ما عداه لأنها مركبة من حرفي نفي وإثبات أن للإثبات وما للنفي فتدل عليهما ولذلك لا تستعمل في موضع لا يحسن فيه النفي والاستثناء منه ) . أما لو قلنا أفاد الحصر بالمفهوم فإنها أفادت الإثبات خاصة وأما النفي استفدناه بطريق المفهوم . وهذه المسألة تحتاج إلى بسط موسع ليس محلها هنا لكن لعلي أجبتك عن سؤالك . والله أعلم . وإذا أردت التوسع فعليك بالمراجع الآتية : الإبهاج في شرح المنهاج (1/356) ، والبحر المحيط (2/65) ، والتحبير شرح التحرير (6/2952) ، وشرح الكوكب المنير (3/515) ،وروضة الناظر (2/787) وغيرها من الكتب الموسعة في أصول الفقه .