السائل: السلام عليكم
ما معنى قول العلماء ينقسم الحديث باعتبار منتهى السند الى ثلاثة اقسام ما هي ومالفرق بينها؟
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله وحده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد : إن علماء الحديث –رحمهم الله تعالى- ينظرون إلى سند الحديث ومتنه في التصحيح أو التضعيف ويذكرون قواعد واصطلاحات يضبط بها طالب العلم فن مصطلح الحديث حتى لا يقع في الخلط والخبط . من ذلك تعريف الحديث الصحيح فإنهم قالوا : هو ما اتصل اسناده بنقل العدل التام الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة . فلا بد من اجتماع جميع هذه الشروط المذكورة في التعريف حتى يكون الحديث صحيحا فلو تخلف واحد منها لم يصح . وكذلك ذكروا ما يتعلق بالإسناد في أوله كالمعلق مثلا فإن السقط قد يكون في أول السند وقد يكون لا سند له أعني المعلق ، وكذلك نظروا في وسطه وفي آخره وهو محل سؤالك ، فالحديث باعتبار منتهى السند ، يعني باعتبار من سيضاف إليه المتن الذي سيذكر ، قسمه العلماء إلى ثلاثة أقسام : الأول : المرفوع ، هو كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير . وهذا المرفوع صراحة وهناك المرفوع حكما : كقول الصحابي : من السنة كذا . وأكثر العلماء على أنه مرفوع . وكذلك قول الصحابي : أمرنا بكذا أو نهينا عن كذا . وأكثر العلماء على أنه مرفوع ولا يلزم من قول العلماء في الحديث إنه مرفوع أن يكون صحيحا فقد يكون صحيحا إذا اجتمعت فيه شروط الصحة ، وقد يكون غير صحيح ، فمثلا المرسل : وهو كل ما أضافه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم مما سمعه من غيره . فأنت تلاحظ أن المرسل مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك هو غير صحيح لانقطاع في السند . الثاني الموقوف : كل ما أضيف إلى الصحابي من قول أو فعل . الثالث : المقطوع : وهو كل ما أضيف إلى من دون الصحابي من قول أو فعل . والمقطوع غير المنقطع لأن الانقطاع في السند وهو ضد الاتصال ، فالانقطاع أعم من هذه الثلاثة ، فقد يكون المرفوع منقطعاً وقد يكون متصلاً ، وقد يكون الموقوف منقطعاً وقد يكون متصلاً ، وقد يكون المقطوع منقطعاً وقد يكون متصلاً . وهذا باختصار لأن البحث في هذا طويل جدا وفيه فروع وتفاصيل . والله أعلم .