السائل: السلام عليكم فضيلة الشيخ لدي برنامج في هاتفي الخاص (الموبايل) يحتوي على القرآن الكريم كاملاً كتابة فهل هذا يأخذ حكم القرآن أي يجب عند قراءته أن اكون على طهارة؟ وجزاك الله خيرا
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الذي يظهر والله أعلم من السؤال أنه متعلق بأمرين : الأول : قراءة القرآن من الهاتف المتحرك على غير وضوء . الثاني : مسه عندما يكون المصحف مفتوحا في الهاتف . أما الأول : فإنه لا تجب الطهارة الصغرى لقراءة القرآن عند جهور العلماءوإن كان الوضوء أفضل ولا أعلم دليلا يمنع من ذلك والأصل الجواز وبراءة الذمة ولا يصار إلى المنع إلا بدليل صحيح صريح ، فمن قال بالمنع يطالب بالدليل وقد ثبت عن عَائِشَةَ – رضي الله عنها قَالَتْ : (( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ )) رواه مسلم . بل ثبت عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ : (( أَنَّ عَائِشَةَ – رضي الله عنها كَانَتْ تَرْقِي أَسْمَاءَ وَهِيَ عَارِكٌ )) أي حائض .رواه الدارمي في سننه (1/253) رقم (1042) . وصححه الألباني كما في مختصر البخاري (1/83) . عن عبيد بن عبيدة قال : (( قَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ شيئاً من القرآنِ ، وهو جنبٌ فقيلَ لهُ في ذلكَ ، فَقَالَ : ما في جَوْفي أكثر من ذلك ))رواه ابن المنذر في الوسط (2/98) من أربعة طرق عن ابن عباس –رضي الله عنهما ، وذكره البخاري بصيغة الجزم في الحيض /باب تقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت . والأثر حسن . وأما الأمر الثاني : فالذي يظهر والله أعلم أن الهاتف المتحرك الذي فيه القرآن لا يأخذ حكم المصحف . ومسألة مس المصحف من غير المتوضيء فيها خلاف والراجح الجواز . وإن كان الأفضل الوضوء . وعليه لا بأس بقراءة القرآن من الهاتف المتحرك وكذا مسه. والله أعلم