خروج الدم من الأنف هل هو مبطل للصلاة؟

968
السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد سألني أحد الأخوة سؤالا عن مبطلات الصلاة. وهل يعتبر خروج الدم من الأنف أثناء الصلاة مبطلاً لها، مع العلم بأن الصحابة رضي الله عنهم كانو يصلون بجراحهم في الغزوات ؟
أحيل عليكم السؤال شيخنا الفاضل وبانتظار الاجابة.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خروج الدم من الأنف لا يبطل الصلاة وذلك لأدلة كثيرة أذكر منها آثار الصحابة رضوان الله عليهم :
الأثر الأول :عَنْ بَكْرٍ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ قَالَ : (( رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عَصْرَ بَثْرَةً فِي وَجْهِهِ فَخَرَجَ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ ، فَحَكَّهُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ))راوه ابن أبي شيبة في مصنفه برقم (1469) ، وعبدالرزاق في مصنفه برقم (553) ، والبيهقي في السنن (1/151) . وسنده صحيح . وصحح سنده الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (1/681) .
الأثر الثاني : عن عطاء بن السائب قال : (( رأيت عبد الله بن أبي أوفى بزق دماً ثم قام فصلى))راوه عبد الرزاق في مصنفه (1/158) ، وابن المنذر (1/182) ، بإسناد صحيح . وصحح سنده الألباني في السلسلة الضعيفة (1/681) .
الأثر الثالث : عن ميمون بن مهران قال : (( رأيت أبا هريرة –رضي الله عنه- أدخل أصبعه في أنفه فخرج فيها دم ، ففته بأصابعه ، ثم صلى ولم يتوضأ )) أخرجه ابن المنذر (1/173) ، وعبد الرزاق في مصنفه (1/154) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/128) ، بإسناد حسن .
والآثار في ذلك كثير وهذا البحث مبني مسألة نجاسة دم الإنسان ذهب طائفة من أهل العلم إلى أنه طاهر وهوالراجح والجمهور على نجاسته إلا أنهم يعفون عن الدم اليسير .
وقد بحثت هذه المسألة في كتابي البشارة في أحكام الطهارة يسر الله تعالى إتمامه ذكرت أقوال الفريقين وأدلتهم .
والله أعلم .