مضاعفة الأعمال في مكة

620
السائل: فضيلة الشيخ علمت ان الاجر في مكة اكثر من غيره من الاماكن خصوصا في رمضان فهل اخراج الزكاة في مكة افضل ام في بلدي ام في البلدان الفقيرة .؟ افدنا جزاك الله خيرا

الشيخ: الحمد لله وحده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد :أولا : أما مضاعفة الأعمال الحسنة في مكة فلا أعلم له دليلا صحيا أما حديث : ((( من أدرك رمضان بمكة فصام وقام منه ما تيسر له كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواها . وكتب الله له بكل يوم عتق رقبة . وكل ليلة عتق رقبة . وكل يوم حملان فرس في سبيل الله . وفي كل يوم حسنة . وفي كل ليلة حسنة )) رواه ابن ماجه وغيره فعو حديث موضوع باطل ينظر السلسلة الضعيفة رقم(832) . وكذلك حديث : ((رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة )) فهو حديث ضعيف كما في ضعيف الجامع رقم (6884) .نعم صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((( وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه )) ينظر إرواء الغليل (4/146) . واختلف العلماء في هذا الأجر هل هو خاص بالمسجد الحرام أم عام لمكة والحرم والظاهر الأول وليس محل بسطه هنا . وهذا الأجر خاص بالصلاة فلا يصلح أن نعممه وإلا لزم أن نجعل كل عمل بمائة ألف .وعلى كل لا أعلم دليلا صحيحا في مضاعفة العمل الحسن في مكة إنما هو اجتهاد للعلماء -رحمهم الله تعالى- وقد يستأنس لهم بما ورد في فضل مكة من نصوص ومما ورد من بيان عظم الجرم والإثم في الحرم أنه أكبر وأعظم من الإثم في غيره من البلدان لقوله تعالى : ((ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)) وانظر تفسير ابن كثير والطبري على هذه الآية .ثانيا: أما ما يتعلق بإخراج الزكاة لا شك أن الأولى أن تخرج الزكاة في نفس بلد المزكي لقوله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن : ((فإن هم أطاعوه لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)) رواه البخاري ومسلم فقوله صلى الله عليه وسلم : ((تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)) ظاهره في أنها تزكى في البلد التي أخرجت منها وهذا هو الأفضل لكن إذا لم يوجد في هذه البلد فقراء أو أنه يوجد في البلاد الأخرى من المسلمين من هو أعظم فقرا وحاجة فلا شك أن إرسلها إليهم أعظم وأفضل وهكذا ينظر إلى مصلحة الفقراء لا إلى البلد وإن كان الأفضل كما سبق إخراجها للفقراء الذين هم في بلد المزكي . والله أعلم