السائل: فضيلة الشيخ هل لشهر رمضان فضل خاص مثل الصدقة في رمضان افضل من غيره من الاوقات ؟وهل تقديم موعد الزكاة لجعله في رمضان افضل أم اخراجها في وقتها ؟
الشيخ:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وبعد :
أولا : لا شك أن رمضان فيه فضائل عظيم وأجور كثير :فهو شهر القرآن : قال تعالى : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ … ﴾ سورة البقرة : 185 .وفيه ليلة القدر قال الله تعالى : ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر ﴾ سورة القدر .قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) رواه البخاري ومسلم .وعن ابن عباس- رضي الله عنهما قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة )) رواه البخاري ومسلم .
ثانياً :وأما زيادة أجر الزكاة في رمضان فلا أعلم له حديثا صحيحا وحديث (( يا أيها الناس ! قد أظلكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه …)) ، فهو حديث ضعيف السلسلة الضعيفة (871) . وقد يستأنس له بحديث ابن عباس السابق .ثالثاً : أما إخراج الزكاة قبل وقتها فهو جائز وهو مذهب الجمهور لحديث عَلِىٍّ : ((أَنَّ الْعَبَّاسَ سَأَلَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فِى تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ فَرَخَّصَ لَهُ فِى ذَلِكَ )) صحيح أبي داود رقم (1430) . قال الإمام ابن قدامة في المغني (2/495) : ( ويجوز تقدمة الزكاة وجملته أنه متى وجد سبب وجوب الزكاة وهو النصاب الكامل جاز تقديم الزكاة وبهذا قال الحسن و سعيد بن جبير و الزهري و الأوزاعي و أبو حنيفة و الشافعي و إسحق و أبو عبيد) .والأفضل في الزكاة أن لا تجعل في شهر واحد من جميع أو أكثر المسلمين بحث يعطى الفقراء في شهر واحد ثم لا يجدون المال باقي السنة فهذا مخالف لمقاصد الشريعة ، فالأفضل في الزكاة أن تعطى إذا حال عليها الحول حتى يغنى الفقراء في جميع السنة ولا بأس بإخراجها قبل وقتها في رمضان كما سبق
والله تعالى أعلى وأعلم