وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الفرق واضح بين فالله تعالى في الآية يتكلم عن الكفار المعاندين للحق الرادين له وهو يحسبون أنهم بعنادهم لدين الله تعالى وكفرهم به أنه يحسنون صنعا بذلك فإنهم ما منعهم من معرفة الحق مع ظهوره إلا شدة التعصب للكفر، كما في الآيات الدالة على ذلك كقوله: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} ، وقوله: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}، وقوله: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ}فالآية نازلة في الكفار الذين يعتقدون أن كفرهم صواب وحق، والدليل على نزولها في الكفار تصريحه تعالى بذلك في قوله: بعده {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ…} ، وهي وإن كانت نازلة في الكفار فإنها تشمل كل من عاند الحق وأعرض عن الكتاب والسنة وقد بينت له الحجة فإنه يكون فيه من معنى الآية بقدر ما فعل، وقد ضل سيعه وهو يحسب أنه يحسن صنعاً . لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
فالفرق واضح بارك الله فيك فالله تعالى بين الحق من الباطل بإرسال الرسل وإنزال الكتب وقطع العذر على البشرية ومع ذلك خالف من خالف من الكفار وغيرهم بخلاف قول هتلر الملحد في قوله لحارسه : أخطأت وأنت تحسب أنك تحسن صنعا ، فهل هتلر بين مايريد من حراسه الذي أخطأ وأقام عليه الحجة؟ الجواب لا ، لو بين له ما يريد بالتفصيل ما خالفه .
ولله المثل الأعلى ، ولا تستمع أخي لكل ما يلقى من كلام الملحدين والكفرة ولا تجعل قبلك كالاسفنجة يستشرب ما يسمع ولكن اجعله كالمرآة يصد كل ما يأتيه من الشبه ولا يلتفت إليها ولا يلقي لها بال ولا يستمع إليها أصلا .
والله أعلم .